الأخبار فضلوها على الشعر

مؤامرة على جذع شجرة




على أثر صوت ارتطامٍ أسرعتُ في الخروجِ من منزلي متجهاً إلى العمل


فوجدتُ سيارة نقلٍ يقودها رجلٌ يُخفي تحت وجههِ علاماتِ البلاهة وكل

إمارات اللامبالاة

قد صدم شجيرة مزروعة في الطريق . فإذا هي منكسرة الساق بعد أن

تناثرت أزهارها في الطريق .

وأثناء طريقي إليها دق جرس الهاتف المزعج

فإذا به رقم المدير يستعجلني كعادته وأنا أعلم جيدا أنه لا شىء

على الإطلاق

سرت في عكس اتجاهها متجها إلى العمل .

بعد ساعات مرهقة وأنا في الطريق إلى منزلي وجدت ازدحاماً شديداً حول

هذه المسكينة . وأهالي المنطقة قد حضروا عن بكرةِ أبيهم وكلٌ يريد أن

يدلي بدلوه ورأيه الأول والأخير في كيفية إقامتها وعلاجها مرة أخرى

حاولت الاقتراب منها

لكن هيهات


فقد كان الازدحام أكثر من أن تزيحه قوة عسكرية مدججة بالسلاح

حاولت إيصال صوتي إليهم ولكن



دونَ جدوى

صعدتُ إلى منزلي وبعد ساعاتٍ من الراحة . نظرتُ من شرفةِ منزلي فإذا

بالمسكينة على حالها بمفردها وكأنها تستعطفني

تعجبت من الأمر

فماذا كان يفعل هؤلاء الرجال بهذه الجلبة التي لم تصدر منذ معركة

العبور في سيناء وهدف مجدي عبد الغني في هولندا أحد أبرز نهاضات مصر

في العصر الحديث .

قلت في نفسي هذا هو التوقيت المناسب

أخذت عدة أكياس من الشنط البلاستيك وسكينة حادة وكمية لا بأس بها

من مادة البيتموس حتى أقوم بعلاجها .

بمجرد أن وصلت إليها وجدت أمامي رجلين وبعد حديث قصير عرفت أن

أحدهم من مسؤلي الحي والآخر مهندس زراعي متخصص في توعك الأشجار

وزميل جامعة بحر البقر في إغاثة المنكوبين

قاما بإزاحتي من أمامها وما كان علي أن أعارض مسؤول الحي وهذا

الخبير العالمي

عدت أدراجي بما كان معي من أدوات لمنزلي وغسلت يدي مما أصابها من

الطين . وذهبت لأتفحص الأمر من شرفة منزلي

لم يندهش أحد في التاريخ مثلما اندهشت بل كادت الدهشة أن

تتحول إلى
نوبة من البكاء


فلم أجد أحدا بجوار هذه الشجيرة التي تآمر عليها العالم بأجمعه

أخذت أخرج وأدخل من وإلى الشرفة كالذي ينتظر زوجته وهي

في غرفة الولادة .


قلت في نفسي ماذا عساني أن أفعل فلتذهب هي وهؤلاء إلى الجحيم .

ذهبت إلى سريري وارتميت عليه لأغرق في النوم

نزلت في الصباح الباكر لأجد الشجيرة قد أزيلت بالكامل

ومكانها سلة للمهملات












5 التعليقات:

غير معرف يقول...

لا بد وان تاتي الصحوة في يوم ليس بالبعيد


رائع ما خط قلمك

داليـ ـ ـ ـ ـ ـ ــــا يقول...

حاسه بغموض

هى قصه جميله

بس ده احساسى غموض او توهان


سلم قلمك

أحمد طـه يقول...

غير معروف بس معروف

منورة يا غادة

والأروع تواجدك

أحمد طـه يقول...

أستاذة داليا

منورة والله جدا

وبعدين التوهان متوقع ووارد جدا

اهو الحمد لله

Ms Venus يقول...

مش غموض ولا حاجة


ده حالنا دايما

كلام كلام كلام وعمل مفيشششش


قصة جميلة يا احمد والمعنى وصل

 

الشاعر أحمد طــه © 2008. Design By: SkinCorner