الأخبار فضلوها على الشعر

ثورة مزاج

استيقظت كالعادة وأنا أقلب فى قنوات التلفزيون ولولعى بالقنوات الإخبارية والتى أفكر كثيرا فى شأنها " أن ماذا لو اختفت الكوارث من هذا العالم المجنون . ماذا ستقدم هذه القنوات؟ "وجدتنى أنظر إلى المذيعة بنظرة تعاطف كأنها فقدت وظيفتها وعلى أن أتعاون معاها خوفا على مستقبلها لكنها لم تكن تبادلنى هذا الشعور فقد إنتشلتنى بخبرها الأكثر من رائع .. " خبر عاجل " إسرائيل تقوض الجدار الغربى من المسجد الأقصى. " أخذت أحك فى ذقنى يمينا ويسارا وضخمت الصوت حتى أستطيع سماع تبعات الأحداث وأنا أصنع كوبا من الشاى، كأنى استمع إلى تعليق كابتن ميمي الشربيني على مباراة كرة القدم بين الزمالك والمريخ . ذهبت بعدها استجابة لجرس الباب الذى كان له بعض وقع الموسيقى على أذنى، لأجد صديقي فى غاية الإستفزاز ووافر الثورة وعظيم الغضب . يدعونى إلى الخروج فى مظاهرة عارمة سوف تخرج من الجامع الأزهر . تريثت قليلا قبل الإجابة حتى لا أتهم فى هذه اللحظات بالعمالة الفادحة . والتآمر المكشوف على مستقبل الإسلام وتاريخ العرب أخذت أشرح له مثالب المظاهرت وعدم جدوتها فى سفسطة عرفها فى وجهى غالبا فى هذا الوقت.خرج فى تسارع وهو يتهمنى بأنى سبب تأخير المسلمين وهزيمة المتقين وإندحار أصحاب اليمين . لم أبالى قطعا إلا أنه على كل حال أزعجنى أكثر من هذه المذيعة الجميلة ناكرة الجميل .انتهت أحداث اليوم بلا شىء من الأشياء ..فى اليوم التالى ولأنه التالى قمت فى آلية مبرمجة أفعل نفس الأشياء ولكنى فى هذا اليوم فوجئت بخبر أشد وأنكى . فقد قام بعض مستوطنى إسرائيل بالإعتداء بالضرب والإهانات على فتيات فلسطينيات عائدات من إحدى المدارس. إنه العار والشنار والويل والدمار. خرجت مسرعا إلى صديقى الفدائى لنعلنها ثورة عارمة تهز أرجاء المحروسة وتتابع الهزات النابعة لتشمل دول الجوار حتى أستطيع النيل من هؤلاء الأوغاد.وصلت إلى صديقى النائم على سريره وما أن أخبرته الخبر حتى أخبرنى أنه على موعد اليوم فى حديقة الأسماك وترجانى ألا أفسد عليه يومه الجميل ..
--------------------

0 التعليقات:

 

الشاعر أحمد طــه © 2008. Design By: SkinCorner